✦ قصة النملة المجتهدة ✦
☚ كانت هناك نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة ، فتنتج وتنجز الكثير ، ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف ؛ قال لنفسه :
☚ إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد ، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟!
☚ وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً على أداء النملة ، فكان أول قرار له هو وضع نظام للحضور والانصراف ، وتوظيف سكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية !
☚ أبتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في إجتماع مجلس الإدارة ، فأشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر ، وعيَّن الذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات ، كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود !
☚ وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء ، قرر تغيير آلية العمل في القسم ، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري ، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد من أجل راحة الموظفين ، كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية !
☚ وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل ، وجد أنه من الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف ، فعيّن البومة مستشاراً مالياً ، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الأسد ، وتوصلت في هذا التقرير إلى أن القسم يعاني من العمالة الزائدة ، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها !
للأسف هذا حال أغلب نظم الإدارة التقليدية الفاشلة في مؤسساتنا ، هذه المؤسسات التي تعتقد أن زيادة الإنتاج ورفع مستوى جودة الخدمات تكمن في زيادة الروتين والايدي العاملة وتعقيد الإجراءات !